بعد زيادة الوعي الصحي والثقافة الطبية ومعرفتنا بالعناصر الأساسية للغذاء وضرورتها لصحة الجسم، أصبح من غير المقبول أن يقتصر تناولنا للغذاء على سد الجوع فقط، وإنما يجب أن يتجاوز هذا الغرض إلى تناول الغذاء من أجل الحفاظ على صحة الجسم ووقايته من الأمراض والرفع من كفاءة أجهزته المختلفة، تعرف على أعراض نقص فيتامين د والعديد من المعلومات عن فيتامين د ؟
ويأتي ذلك بالوعي بفائدة الفيتامينات والمعادن المختلفة وتأثير نقصها على صحة الجسم، ومن بين هذه الفيتامين فيتامين د أو (هرمون الكاليستريول) الذي أثبتت الدراسات الطبية على مدار السنوات الماضية مدى التأثير السلبي الذي ينعكس على صحة الإنسان جراء نقصه في الجسم، فما هي الفوائد الصحية لفيتامين د؟ وما هي مصادره من الغذاء؟ وما هي المضار التي يخلفها نقصه في الجسم وأعراض ذلك؟
ما هو فيتامين د وما هي طبيعته
تعرف الفيتامينات على المستوى العلمي بأنها تلك المغذيات ذات الطبيعة العضوية التي يحتاج إليها الجسم بكميات محدودة من أجل إتمام الكثير من العمليات الحيوية التي تحدث بداخله ويتأثر الجسم أيضا بنقصها، ومن خواص الفيتامينات أن الجسم لا يقوم بإنتاجها بالقدر الذي يكفي حاجته منها لذلك فإن وسيلة الإنسان للحصول عليها هي الأطعمة المختلفة وكذلك المكملات الغذائية في بعض الأحيان، وتنقسم الفيتامينات إلى قسمين هما :
الفيتامينات التي تذوب في الماء وهي الفيتامينات التي يمتصها الجسم بسهولة وسرعة ويستهلكها في الحال ولا يقوم بتخزينها لأنه يصرف الفائض منها من خلال البول، أما القسم الثاني فهو الفيتامينات التي تذوب في الدهون وهي الفيتامينات التي بمقدور الجسم تخزين الفائض منها في الخلايا الدهنية والكبد، وفيتامين د من الفيتامينات التي تذوب في الدهون أي أن الإنسان ليس بحاجة لتزيد الجسم به يوميا.
فوائد فيتامين د
بالنسبة للعظام : فيتامين د فيتامين حيوي فيما يتعلق بتكوين ونمو العظام والحفاظ على قوتها، وذلك من خلال دوره في تحفيز الجسم على امتصاص الكالسيوم والفسفور، وهما العنصران المسئولان عن بناء ونمو العظام، بالإضافة إلى أنه يقوم بالاشتراك مع هرمون الغدة جار درقية بالحفاظ على مستوى نسبة الكالسيوم والفسفور في الدم، وذلك بتحفيز خروج الكالسيوم من العظام إلى الدم، والتخلص من الفسفور في البول، وذلك في حال انخفضت نسبة الكالسيوم في الدم.
- يقوم فيتامين د بدور هام في بناء ونمو الخلايا والأنسجة والعضلات في جميع أجهزة الجسم.
- يعمل فيتامين د على الحد من خطر السرطان والوقاية منه.
- يقي الجسم من الإصابة بمرض السكري من خلال ضبط مستوى السكر في الدم.
- له دور هام في تعزيز أداء جهاز المناعة في الجسم.
- يحافظ على قوة العضلات وانقباضها بشكل طبيعي وخاصة عضلة القلب.
أعراض نقص فيتامين د
- الإصابة بمرض الكساح وهو من أخطر أعراض نقص فيتامين د وهو يصيب الأطفال نتيجة النقص الحاد لفيتامين د في الجسم والذي يؤدي إلى ضعف العظام وتشوهها ويظهر ذلك في تقوس الساقين لعدم التناسب بين وزن الجسم وقوة الساقين، كما يصاب الطفل كذلك ببروز في عظام مقدمة الرأس، ويصاحب ذلك آلام وتشنج في العضلات، وتأخر في نمو الأسنان مع تشوهها.
- الإصابة بلين العظام : وينشأ لين العظام لدى البالغين نتيجة انخفاض كثافة العظام ويظهر ذلك في انحناء الظهر وتقوس القدمين، والتعرض المستمر لخطر الكسور.
- الإصابة بمرض هشاشة العظام وهشاشة العظام مرض منتشر بين النساء خاصة في سن اليأس ويحدث نتيجة نقص كتلة العظام الناشئ من انخفاض نسبة الكالسيوم في العظام نتيجة لنقص فيتامين د، وهذا المرض يعرض صاحبة للإصابة المتكررة بالكسور.
- ينشأ عن نقص فيتامين د سوء الحالة النفسية والذي قد يصل إلى الاكتئاب، وتأثر القدرات العقلية وضعف الذاكرة (الزهايمر).
- الإصابة بالسمنة وتراكم الدهون بالجسم، وزيادة فرصة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين، والإصابة بارتفاع ضغط الدم أيضا، وارتفاع نسبة الكوليسترول.
- ومن أعراض نقص فيتامين د ايضا ضعف جهاز المناعة والتعرض لخطر العدوى بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.
إقرأ أيضاً : أعراض نقص الحديد في الجسم
مصادر فيتامين د
تعتبر أشعة الشمس المصدر الرئيسي لفيتامين د من خلال تفاعلها مع الجلد، لذا ينصح الأطباء بضرورة التعرض للشمس بشكل منتظم، كما يتوفر فيتامين د في الكثير من الأطعمة مثل، زيت كبد الحوت وهو الأعلى على الإطلاق بين الأطعمة من حيث احتوائه على فيتامين د، كما يوجد فيتامين د في القشدة والزبدة وكذلك صفار البيض والكبد، كما يتوفر فيتامين د في لبن الأطفال المدعم، ويعتبر لبن الأم فقير جدا بفيتامين د مما يستدعي تزويد الأطفال الرضع بجعات من فيتامين د تحت إشراف الطبيب.
أسباب نقص فيتامين د
- عدم تعرض الجسم لأشعة الشمس بقدر كاف.
- الإفراط في استعمال الكريمات الواقية من الشمس تحسبا للأضرار التي تسببها الشمس للبشرة ومنها التجاعيد المبكرة.
- التقدم في السن، بسبب قلة تعرض كبار السن لأشعة الشمس بالقدر المطلوب، علاوة على تأثر قدرة الجسم على تحويل فيتامين د إلى صورته النشطة، ويضاف إلى ذلك عدم اهتمام كبار السن بتناول الأغذية المدعمة بفيتامين د ومن أهمه الحليب المدعم.
- أمراض الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص فيتامين د.
- زيادة وزن الجسم والإصابة بالسمنة تؤدي إلى نقص فيتامين د في الجسم، وذلك لأن فيتامين د من الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وكلما زادت نسبة الدهون في الجسم كلما عملت على جذب فيتامين د من الدم واختزانه في الطبقة الدهنية.
مقدار حاجة الجسم من فيتامين د
ويختلف مقدار حاجة الجسم من فيتامين د حسب السن، حيث نجد أن مقدار ما يحتاجه الأطفال الرضع حتى العام الأول من فيتامين د حوالي 30 ميكروجرام في اليوم، أما ألأطفال حتى سن الثامنة فلابد من تزويدهم بجرعات من فيتامين د لا تتجاوز 60 ميكروجرام في اليوم، وعند عمر الخمسين فيما فوق ذلك يكون الإنسان بحاجة إلى 100 ميكروجرام من فيتامين د يوميا.
إقرأ أيضاً : أعراض نقص الكالسيوم في الجسم وما اهميته والكمية اليومية الموصى بها
علاج نقص فيتامين د
علاوة على أهمية التعرض لأشعة الشمس لعلاج نقص فيتامين د في الجسم، فمن الضروري كذلك الاعتماد على نظام غذائي صحي متوازن يشتمل على العناصر الغذائية المفيدة، بالإضافة إلى تناول مكملات فيتامين د ولكن تحت إشراف الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة للجسم، حيث أن تناول الفيتامينات في صورة مكملات قد يتجاوز الحدود المسموح بها مما يتسبب في مشاكل صحية تصل إلى التسمم.
الوقاية من نقص فيتامين د
يجب الاهتمام بالتعرض للشمس بانتظام وكذلك تعريض أطفالنا لأشعة الشمس منذ الصغر لأهميتها الكبيرة في تصنيع فيتامين د، عدم إزالة شعر الأطفال على فترت قصيرة حيث يعتبر الشعر مثله في ذلك مثل الجلد÷ هام في تصنيع فيتامين د من خلال تفاعل أشعة الشمس مع ما يوجد به من زيوت طبيعية.
كما يجب الحرص على إطعام الأطفال في مراحل نموهم الأولى أغذية مدعمة بفيتامين د مثل حبوب الإفطار المدعمة والألبان المدعمة وغير ذلك، كما تحتاج المرأة في سن اليأس لعناية صحية شاملة نفسيا وجسديا وإجراء الفحوصات التي تكشف عن احتمال تعرضها للإصابة بمرض هشاشة العظام من عدمه لإعطائها مكملات فيتامين د التي تقلل من أعراض المرض.