الحب الحقيقي من أعظم النعم التي أنعم بها الله علينا، فهو سبيلنا للتراحم والتعاون والإخاء ولذلك نجد أنه من أقوى مقومات نجاح العلاقات الاجتماعية داخل المجتمعات، كلما زاد شعور الفرد بالحب كلما نمت لدية عدة مشاعر راقية من شأنها جعل علاقته بالآخرين سوية ومترابطة.

عند ذكر كلمة “الحب الحقيقي” فأول ما يتوارد على الزهن هو علاقة الحب بين الرجل والمرأة، ولكن هناك ما هو أسمى من ذلك وأبلغ بكثير وهو حب العبد المؤمن لربه ورسوله الكريم، كما أن هناك علاقة حب قوية تنشأ بين الطفل وأمه منذ أن يصبح جنينا في أحشائها، وهي من عجائب قدرة الله عز وجل في خلقه، ولذلك أرى أن الحب هو أقوى الروابط الإنسانية الراقية التي تجمع بين الكثيرين بغض النظر عن دينهم أو طباعهم أو أفكارهم.

الحب الحقيقي من أسمى المشاعر الراقية التي يمكن أن يشعر بها الفرد؛ بجانب عدد كبير من المشاعر المتناقضة التي باجتماعها مع الحب يعيش المحبين حالة من النشوة والسعادة الأبدية، فقط المحظوظين في هذه الحياة هم من يشعرون بوجود الحب الحقيقي قبل فوات الأوان وانقضاء العمر، عند تمكن شعور الحب الحقيقي من الفرد؛ يغفل حينها عن كل مساوئ الحياة وعيوب المحبوب مهما بلغت، كما يزداد لديه الشعور بالتفاؤل والإقبال على الحياة بالرغم من مصاعبها وعقباتها المتلاحقة.

ليس بالضرورة في كل الأحوال أن تتسم حياة الفرد الذي يشعر بالحب الحقيقي بالفرح والتفاؤل؛ فأحيانا يشعر الفرد بالحب الحقيقي تجاه شخص ما لم يقدره ويقدر صدق مشاعره، وفي بعض الأحيان يتآلف قلبان ويتعاهدا على البقاء مع بعضهما البعض إلا أن ظروف الحياة المحيطة بهم تأبى أن تجمعهما على عهدهما السابق فيفترقا على أمل اللقاء، وحينها يشعران بألم وغصة تلازمهما بقية حياتهما مهما طالت، وكلما كان حبهما حقيقي وصادق كلما كان العذاب أبلغ وأشد ولا يقوى أحد على احتماله، فشعور الحب الحقيقي لديهما يصبح كطيف عزيز غائب عن الحياة لا يمكنك أن تنساه وتتغاضى عن ذكرياتك معه وفي ذات الوقت لا يمكنك أن تقابله وتبقى على عهد قطعته معه، فما لقبح هذا العذاب؟!

سمات الحب الحقيقي

  • إذا شعرت يوما بالحب الحقيقي؛ أعدك أنك لن تستطيع إخفاء ذلك مهما فعلت، فهو مثل العطر الفواح رائحته زكية لا يمكنك إخفائها.
  • يعتمد الحب الحقيقي على عدة ركائز لابد من وجودها ليكتمل وهي الثقة والأمان والوفاء والصدق.
  • الاهتمام شيء لابد منه من أجل إنجاح علاقة الحب، كما أنه يزيد من شعور الاطمئنان والصدق بين المحبين.
  • الكلمات الجميلة والعبارات الرقيقة لها تأثير السحر على المرأة كما أنها أيضا توطد علاقة الحب بين كل منهما.
  • التقدير والاحترام بين المحبين من أكثر ما يتسم به الحب الحقيقي.
  • الصدق في الوعود والوفاء في العهود هما ركائز قيام الحب واستمراره.

الغيرة من أكثر المشاعر الشائكة التي تصيب المحبين، حيث أن زيادتها مؤشر قوي لتوتر العلاقة بينهما واحتمالية انفصالهما، ولكن لا يمكننا أن نجزم أن وجودها ضرر فلابد من وجود بعض أنواع الغيرة الخفيفة من أجل شعور المحب باهتمام شريكه لأمره.

قبل إكمال القرائة انصحك بقراءة مقال نصائح وافكار لتزويد الثقة بالنفس

كلمات قيلت عن الحب الحقيقي

“الكراهية تشل الحياة، والحب يطلقها، الكراهية تربك الحياة، والحب ينسقها، الكراهية تظلم الحياة، والحب ينيرها”، مارتن لوثر كنج.

“أهم إنجاز حققته في حياتي، عندما أقنعت زوجتي بالموافقة على الزواج مني”، ونستون تشرشل.

“كل إنسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب”، أفلاطون.

“الحب مثل الرياح، لا يمكنك رؤيته ولكنك تشعر به”، نيكولاس سباركس.

“يحب المرء لأنه يحب. فلا يوجد سبب للحب”، باولو كويلو.

“أنت لا تحب شخصا لمظهره أو لملابسه الأنيقة أو لسيارته الفاخرة، وإنما لأنه يغني أغنية لا أحد يسمعها سواك!” أوسكار وايلد.

“الحب لا يتعلق بما تتوقع أن تحصل عليه من الطرف الآخر، بل ما تتوقع أن تمنحه له والذي يكون كل شيء”، كاثرين هيبورن.

“الحب الحقيقي هو روح واحدة تسكن جسدين”، أرسطو.

“ما الحب إلا جنون”، شكسبير.

“القلب المحب هو الحكمة الحقيقية”، تشارلز ديكينز.

“الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها، وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان، وهذه هي مصيبتنا”، برنارد شو.

“وتسألني ما الحب؟ الحب أن أكتفي بك ولا أكتفي منك أبداُ”، نزار قباني.

هناك العديد من الصور الرمنسية القابلة لتحميل ستجدها في مقال صور حب رومانسية

قصائد قيلت في الحب الحقيقي

ولأن وجود الحب الحقيقي من أصعب المراحل التي يمر بها الفرد حتى أن من يحصل عليه يعد من المحظوظين في هذه الحياة؛ قام الكثير من الشعراء إن لم يكن معظمهم بكتابة العديد من القصائد عن الحب وما يتبعه من الشوق واللهفة.

ومن أهم الشعراء اللذين ألفوا قصائد عن الحب “المتنبي” ولهذا اخترنا لكم هذه القصيدة الرائعة:

لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي

لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي

وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي

وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه

وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ

وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى

مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ

وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ

وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي

وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى

شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ

وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ

سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي

وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني

فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ

وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا

عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي

سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا

وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ

إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ

تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ

وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ

بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ

أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا

مُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ

عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا

وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ

نُوَدّعُهُمْ وَالبَيْنُ فينَا كأنّهُ

قَنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ

قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسجُ داوُدَ عندَها

إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ

هَوَادٍ لأمْلاكِ الجُيُوشِ كأنّهَا

تَخَيَّرُ أرْوَاحَ الكُمَاةِ وتَنْتَقي

تَقُدّ عَلَيْهِمْ كلَّ دِرْعٍ وَجَوْشنٍ

وَتَفري إليهِمْ كلَّ سورٍ وَخَندَقِ

يُغِيرُ بهَا بَينَ اللُّقَانِ وَوَاسِطٍ

وَيَرْكُزُهَا بَينَ الفُراتِ وَجِلّقِ

وَيَرْجِعُهَا حُمْراً كأنّ صَحيحَهَا

يُبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ

فَلا تُبْلِغَاهُ ما أقُولُ فإنّهُ

شُجاعٌ متى يُذكَرْ لهُ الطّعنُ يَشْتَقِ

ضَرُوبٌ بأطرافِ السّيُوفِ بَنانُهُ

لَعُوبٌ بأطْرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ

كسَائِلِهِ مَنْ يَسألُ الغَيثَ قَطرَةً

كعاذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارْفُقِ

لقد جُدْتَ حتى جُدْتَ في كلّ مِلّةٍ

وحتى أتاكَ الحَمدُ من كلّ مَنطِقِ

رَأى مَلِكُ الرّومِ ارْتياحَكَ للنّدَى

فَقامَ مَقَامَ المُجْتَدي المُتَمَلِّقِ

وخَلّى الرّماحَ السّمْهَرِيّةَ صاغِراً

لأدْرَبَ منهُ بالطّعانِ وَأحْذَقِ

وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامُهَا

قَريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سُبّقِ

وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسُولُهُ

فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مُفَلَّقِ

فَلَمّا دَنَا أخْفَى عَلَيْهِ مَكانَهُ

شُعَاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَألّقِ

وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى

إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي

ولَمْ يَثْنِكَ الأعْداءُ عَنْ مُهَجاتِهمْ

بمِثْلِ خُضُوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ

وَكُنْتَ إذا كاتَبْتَهُ قَبْلَ هذِهِ

كَتَبْتَ إليْهِ في قَذالِ الدّمُسْتُقِ

فإنْ تُعْطِهِ مِنْكَ الأمانَ فَسائِلٌ

وَإنْ تُعْطِهِ حَدّ الحُسامِ فأخلِقِ

وَهَلْ تَرَكَ البِيضُ الصّوارِمُ منهُمُ

حَبِيساً لِفَادٍ أوْ رَقيقاً لمُعْتِقِ

لَقَد وَرَدوا وِرْدَ القَطَا شَفَرَاتِهَا

وَمَرّوا عَلَيْها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ

بَلَغْتُ بسَيْفِ الدّوْلَةِ النّورِ رُتْبَةً

أنَرْتُ بها مَا بَينَ غَرْبٍ وَمَشرِقِ

إذا شاءَ أنْ يَلْهُو بلِحيَةِ أحْمَقٍ

أراهُ غُبَاري ثمّ قالَ لَهُ الحَقِ

وَما كمَدُ الحُسّادِ شيءٌ قَصَدْتُهُ

وَلكِنّهُ مَن يَزْحَمِ البَحرَ يَغرَقِ

وَيَمْتَحِنُ النّاسَ الأميرُ برَأيِهِ

وَيُغضِي على عِلْمٍ بكُلّ مُمَخْرِقِ

وَإطراقُ طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ

إذا كانَ طَرْفُ القلبِ ليسَ بمطرِقِ

فيا أيّها المَطلوبُ جاوِرْهُ تَمْتَنِعْ

وَيا أيّهَا المَحْرُومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقِ

وَيا أجبنَ الفُرْسانِ صاحِبْهُ تجترىءْ

ويا أشجَعَ الشجعانِ فارِقْهُ تَفْرَقِ

إذا سَعَتِ الأعْداءُ في كَيْدِ مجْدِهِ

سعى جَدُّهُ في كيدهم سعيَ مُحْنَقِ

وَما ينصُرُ الفضْلُ المُبينُ على العدَى

إذا لم يكُنْ فضْلَ السّعيدِ المُوَفَّقِ

ولأن الحب الحقيقي من أكثر المشاعر النقية والطيبة التي يمكن أن يشعر بها الانسان؛ يجب عليه التمسك به والحفاظ عليه أينما وجده، كما ينبغي أن يسعى الفرد لإسعاد شريكه وإرضائه حتى ينعم بكل الحب والسعادة والفرح.

وللمزيد من رسائل الحب بين العشيقين و الازواج اليك مقال كامل عن رسائل الحب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *