قصور الغدة الدرقية من الأمراض الشائعة جدًا، لها تأثير ممتد على كامل نشاط الجسم، حيث تظهر أعراضها بقوة كشيء خطير يؤثر على نمو الإنسان بشكل أساس، إلا أن علاج ذلك القصور بسيط ومتوفر ومن خلاله وبواسطته يمكن تدارك الأمر به على نحو غير مقلق.
ويمكننا تعريف ذلك القصور علميًا على أنه اضطراب شائع يصيب الغدة الدرقية وهي تنتمي إلى فصيلة الغدد الصماء، حيث في ظلال ذلك القصور لا تستطيع الغدة الدرقية إنتاج الهرمونات الخاصة المسؤولة عن إنتاجها بقدر كافٍ مما يؤدي إلى ظهور عديد من الأعراض مثل التعب، وضعف القدرة على تحمّل البرد، وزيادة الوزن بالنسبة للبالغين، أما لدى الأطفال فتكون الأعراض أشد وأفدح حيث يظهر التأخر الوظيفي للعقل وكذلك توقف النمو وهو ما يسمى الفدامة في الحالات المتأخرة والشديدة.
والغدة الدرقية في الأساس هي غدة من الغدد الصماء، تفرز أنواع خاصة من الهرمونات المسؤولة عن وظائف مهمة بالنسبة للأنسجة ولخلايا الإنسان، ومن أهم المميزات التي تُنسب إلى الغدد الصماء أن إفرازاتها تعبر مباشرة إلى دم الإنسان دون حاجة إلى مجاري أو قنوات توصيل خاصة.
هيئتها وموقعها
تقع الغدة الدرقية في الرقبة، حيث تحتجب وراء القصبة الهوائية، يميل لونها إلى الأحمر الداكن كما يوحى شكلها وهيئتها بفراشة ما تَهِم بفرد جناحيها. وهي عبارة عن فصين مبطنين بنوع من الخلايا الخاصة جدًا يعرف بالخلايا الكيسية نظرًا لما يمثله شكلها، وتلك الخلايا الكيسية مسؤولة في الأساس عن إفراز الهرمونات النوعية التي تفرزها الغدة الدرقية.
هرمونات ووظائف
قصور الغدة الدرقية يأتي في الأساس نتيجة تعطل أو خمول الأنسجة الكيسية المبطنة للغدة الدرقية من الداخل عن إفراز هرموناتها المهمة لجسم الإنسان، وتلك الهرمونات هي هرمونات الثايرويد والتي تنقسم بدورها إلى هرمونين رئيسين هما هرمون الثيروكسين وهو الهرمون الأكثر شهرة، والذي تفرزه كما أشرنا الخلايا الجريبية في الغدة الدرقية، وهو مسؤول في الأساس عن عمليات الأيض والنمو في جسم الإنسان، ونقصه سبب رئيس لنشوء قصور الغدة الدرقية وما يستتبعها من أعراض وخلل.
الهرمون الثاني الذي تفرزه الغدة الدرقية من خلال خلاياها الجريبية هو هرمون ثلاثي يود الثيرونين، وهو هرمون مسؤول في الأساس عن مباشرة الأنسجة في جسم الإنسان وتتضمن تأثيراته عديد من التأثيرات الفسيولوجية المهمة كالنمو وتنظيم درجة حرارة الجسم، وكذلك تنظيم وضبط ضربات القلب، بالإضافة إلى التمثيل الغذائي، وبالتأكيد نقصه يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية.
أسباب قصور الغدة الدرقية
يمكن إجمال الأسباب المؤدية إلى خمول إفراز الهرمونات في الغدة الدرقية أو ما يعرف بـ قصور الغدة الدرقية فيما يلى:-
- بعض الأمراض الوراثية لها دور كبير في إتاحة المجال للغدة الدرقية لكي تتنحى عملها أو تخمل، ومن أشهرها مرض الغدة النخامية حيث تلك الغدة مسؤولة عن إنتاج هرمون خاص يؤثر نقصه على خلايا الغدة الدرقية بشكل مباشر مميا يؤدي إلى تلفها وهلاكها فيتعطل بالتالي إفراز الهرمونات ونصطدم بـأعراض قصور الغدة الدرقية.
- الإشاعات كعلاج واستخدامها بالتمرير عند الرقبة يؤدي في بعض الأحيان إلى قصور الغدة الدرقية.
- الحمل لدى النساء يحفز الغدة الدرقية على الخمول مما يؤدي إلى ظهور الأعراض، لذا ينصح بمراجعة الطبيب لأن ذلك يؤدي في الأخير إلى التأثير على الجنين.
- اليود أحد العناصر المتوفرة في ملح الطعام يعتبر نقصه من أهم الأسباب المؤدية إلى قصور الغدة الدرقية، خاصة في البلاد التي يختفي فيها شيوع الأمراض الوراثية السابق ذكرها.
أعراض قصور الغدة الدرقية
يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يتسرب ببطء دون ظهور علامات جديرة بالتوقف وذلك راجع في الأساس لطبيعة السبب الذي حدث نتيجة له هذا القصور، ويمكن إجمال أهم الأعراض الشائعة الملازمة لقصور الدرقية فيما يلي:
- زيادة في الوزن لا يقابلها أسباب حقيقة له كالأكل بشراهة كميات كبيرة من الطعام بشكل متتابع ومكثف، ويصحب ذلك بطء في دقات القلب.
- الإحساس المفرط والمضاعف بالبرودة عن طريق الأطراف وتأثرها السريع.
- النسيان والتشت وعدم التركيز في أداء الأعمال، وضعف الذاكرة بشكل يعتبر هذا مؤشر على نقص إنتاج وإفراز هرمونات الغدة الدرقية.
- ضيق التنفس، والإحساس بانغلاق الصدر والاستسقاء، مؤشر كذلك على ضعف إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
- فقدان الشهية لتناول الطعام، والإمساك المتكرر، وكذلك عسر الهضم.
- بالنسبة للنساء، يعتبر غزارة الدماء الناتجة عن الطمث مؤشرا ما يشير إلى خمول في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، لذا ينصح بمراجعة الطبيب عند التعرض لمثل هذا عرض. للمزيد عن أمراض الدورة الشهرية يرجى الضغط هنا.
- الزهد في ممارسة الجنس، وتلاشي الرغبة فيه وعدم التأثر بالمغريات المحفزة على ذلك، يعتبر كذلك مؤشرا يشير إلى خلل ما في وظائف الدرقية.
- الضعف المفاجئ لوظائف السمع مؤشرًا كذلك يشير إلى خلل ما في إفراز هرمونات الدرقية.
الأطفال وقصور الغدة الدرقية
بالنسبة للأطفال يعتبر قصور الغدة الدرقية عن إفراز هرموناتها مسألة خطيرة جدًا نظرًا لدورها المهم بالنسبة للأطفال من حيث الأيض والمساهمة في النمو، بالنسبة للأجنة يظهر هذا القصور في كثير من الأمور ككبر حجم الرأس وكذلك قد يعاني بعضهم من النعاس، وانخفاض قوة العضلات، والبكاء المستمر المبحوح، وكذلك بعض المشاكل في تناول الطعام، وكذلك قد يعاني البعض من الإمساك، وكذلك تضخم اللسان، وفتق بالسرّة، وكذلك جفاف في الجلد، وانخفاض لدرجة حرارة الجسم نظرًا لما أسلفنا من مسؤولية الهمونات في تنظيم درجة حرارة الجسم.
علاج قصور الغدة الدرقية
يعتبر العلاج من قصور الغدة الدرقية أمر بسيط وشائع وأنجع الطرق المستخدمة لذلك هو تناول الهرمون الصناعي كتعويض عن النقص الناتج عن ذلك، وهذا الدواء حل مثالي من حيث تعويضه الجسم عن الهرمونات الناقصة فيه، وكذلك من حيث كونه مخفزًا للغدة الدرقية على العودة للعمل من جديد بكامل طاقتها لانتاج الهرمونات اللازمة للنمو وللأيض وكذلك من حيث كونه خافض لكمية الكولسترول في الدم.