تكيس المبايض بشكل عام هو عبارة عن تضخم في منطقة المبيض ينتج عنه ضعف في عملية التبويض وخلل في الدورة الشهرية مما يؤثر بالسلب على عملية الإنجاب وقد يؤدي إلى العقم إذا تم إهمال علاجه، وينتج تضخم المبايض عن وجود حويصلات صغيرة داخل المبيض.
ومن الضروري أن ندرك الفرق بين تكيس المبايض والأورام الموجودة عليها سواء كانت هذه الأورام من النوع الخبيث أو الحميد حتى لا يختلط الأمر على بعض النساء ويصيبهن القلق بشأن ذلك الأمر.
وتكيس المبايض هو عبارة عن حويصلات صغيرة تنتشر داخل المبيض ولا يتعدى حجمها 10مم ويكون انتشارها متمركز في المنطقة الموجودة تحت الغلاف الخارجي للمبيض، وعادة ما يكون السبب في ذلك هو اضطراب في الهرمونات مما ينتج عنه العديد من المشكلات التي تتمثل في المعاناه من تكيس المبايض، وحدوث إعاقة وبطيء في عملية التبويض، وكذلك الارتفاع الدائم في ضغط الدم والسمنة وغزارة الشعر في جسم المرأة وفي بعض الأماكن خاصة منطقة الذقن.
أما التكيسات أو الأورام فهي عادة ما تكون كبيرة نوعًا ما وهي تكون واحدة أو ثلاثة على الأكثر، وقد يصل حجمها إلى حجم يغطي مساحة البطن من الداخل كما تظهر النتوءات على سطحها من الداخل مما يدل على احتمالية أن تكون أورام خبيثة.
اعراض تكيس المبايض عند المرأة
تصاب المرأة ببعض الأعراض نتيجة للتكيس الذي تعاني منه وتتمثل هذه الأعراض في :
- ارتفاع ضغط الدم المستمر، واضطراب في الدورة الشهرية، وصعوبة في الحمل حتى وإن حدث فإنه يكون عرضة للسقوط في الشهرين الأوليين.
- زيادة نمو الشعر في جسم المرأة، وتصبح بشرتها أكثر دهنية.
- ارتفاع في الوزن.
- ارتفاع نسبة الهرمون الذكري التستوستيرون داخل جسم المرأة.
وينصح بضرورة اللجوء للطبيب لسرعة تلقي العلاج فورًا منعًا لتطور حالة تكيس المبايض والإصابة بالعقم، لأنه من الصعب إتمام الحمل مع وجود التكيس لذلك لابد من متابعة الحالة وأخذ العلاج المناسب مبكرًا.
كيفية تشخيص الطبيب لحالة تكيس المبايض
يبدأ تكيس المبايض بملاحظة عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر في الجسم والوجه بشكل زائد، وعند الذهاب إلى الطبيب يتم استخدام الأشعة فوق الصوتية لتحديد الأسباب الحقيقية لحدوث تكيس المبايض وعلاج المشكلة بشكل فعال.
وبفحص المبايض يتضح أن المبيض عادة ما ينتج العديد من البويضات ولكن هناك بويضة واحدة فقط هي التي تكمل دورتها وتتسبب في حدوث الحمل، وفي هذه الحالة ينتج عدد من البويضات التي تنمو مع بعضها البعض حتى تصل إلى حجم معين وهو يكون عادة أقل من 10 مم ومن ثم يتوقف نموها عند هذا الحجم ويحدث تكيس المبايض، وعند استخدام الأشعة فوق الصوتية تظهر هذه البويضات كحبات اللؤلؤ الصغيرة.
بعدها يستخدم الطبيب العديد من الأساليب التي تمكنه من التأكد مما أظهرته الأشعة ويكون الكشف كما يلي :
- استخدام الموجات فوق الصوتية في فحص المبايض.
- قياس نسبة مستوى الأنسولين في الدم عند المرأة.
- إجراء بعض التحليلات الهرمونية أثناء اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية للمرأة وخاصة هرموني FSH ، LH.
- تحليل نسبة وجود هرمون التستوستيرون عند المرأة وهو الهرمون الذكري الذي يؤدي إلى ظهور بعض صفات الذكور مثل نمو شعر الوجه والجسم.
- إجراء تحليل للتأكد من وظائف الغدة الدرقية حيث يسبب أي خلل فيها إلى ارتفاع هرمون الحليب عند المرأة وعدم انتظام أو قلة نزول الدورة الشهرية.
اسباب تكيس المبايض
هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى تكيس المبايض عند المرأة وهي :
- حدوث مشاكل في الغدة النخامية، إما بسبب عدم استجابة المبيض لهرمونات الغدة أو الزيادة التي تحدث في هرمون الـ LH التي تتسبب في حدوث انخفاض في مستوى هرمون الإستروجين وهو هرمون الأنوثة لدى المرأة وزيادة في مستوى هرمون الذكورة مما يجعل استجابة الأكياس في المبايض غير منتظمة وعشوائية جدا.
- وأحيانا تكون السبب هي الغدة الكظرية حيث أنه أي خلل فيها قد يؤدي إلى الزيادة الشديدة في هرمون التستوستيرون وهو هرمون الذكورة.
- وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو إفراز هرمون الدوبامين بشكل أقل من المطلوب مما يؤثر بدوره على الغدة النخامية و على عملية التبويض.
- ومن الضروري أن تحرص المرأة على جعل الطبيب يجري لها جميع التحاليل اللازمة للهرمونات.
نتيجة تحليل الهرمونات
- تظهر التحاليل وجود زيادة في إفراز هرمون الـ LH.
- الكشف عن الهرمون المسؤول عن نمو البويضات ونضجها وهو هرمون الـ FSH ما إذا كان في المعدل الطبيعي أو منخفض عنه.
- الكشف عن معدل هرمون التستوستيرون إذا كان في المعدل الطبيعي أم مرتفع.
- انخفاض شديد في هرمون البروجسترون المسؤول عن حدوث عملية التبويض.
- ارتفاع هرمون الأنسولين في الدم والمسوؤل بدوره عن حرق كمية من السكر في الدم.
- الكشف عن هرمون DHEAS ما إذا كان في معدله الطبيعي أم لا.
- معرفة نسبة هرمون البرولاكتين المسؤول عن إدرار الحليب سواء كان في معدله أم مرتفع.
مضاعفات تكيس المبايض
قد تحدث بعض المضاعفات الخطيرة في بعض الحالات المتأخرة والتي يكون المتسبب فيها هو ارتفاع هرمون الاستروجين وتتمثل هذه المضاعفات في :
- ارتفاع ضغط القلب.
- وزيادة نسبة السكر في الدم.
- زيادة الوزن بشكل ملحوظ وسريع.
- ظهور أورام حميدة وخبيثة على الثديين وفي الرحم.
علاج تكيس المبايض
يعتمد علاج تكيس المبايض بشكل أساسي على المرأة نفسها، حيث أن العامل الأساسي لاستمرارها في الحالة المرضية يتمثل في السمنة التي تعاني منها وقد تكون سمنة مفرطة مما يؤدي إلى حدوث اختلال في الهرمونات، ولكن إن استطاعت المرأة أن تحد من زيادة وزنها وأن تستعيد رشاقتها فذلك سوف يساعد على ضبط الهرمونات وبالتالي سوف يسهل من عملية علاج المبايض.
أما عن العلاج بالأدوية الطبية فذلك يختلف من مرأة إلى اخرى، حيث يتحدد ذلك على حسب إذا كانت متزوجة أم لا، أو سواء كانت ترغب في الإنجاب أم لا، فإذا كانت غير متزوجة أو متزوجة ولا ترغب في الإنجاب ينصح الأطباء في هذه الحالة باستخدام حبوب منع الحمل ومن أمثلتها ديان أقراص Daine بالإضافة إلى علاج من شأنه تخفيض هرمون الذكورة مثل ألداكتون AlDactone وهذا النوع العلاج يعتبر من الأدوية الخاصة بالضغط بالإضافة إلى فاعليته في خفض نسبة هرمون الذكورة وتخفيف نسبة الشعر في الوجة والجسم بشكل عام.
أما السيدات المتزوجات اللاتي يرغبن في الحمل من الممكن أن يأخذن حبوب الكلوميد بالإضافة إلى إبرة اتس سي اتش والتي تعطي في اليوم 13 من الدورة الشهرية والتي تساعد الغدة النخامية على إفراز هرموناتها التي تعمل على تنشيط المبايض، ويمكنها استخدام أدوية الجلوكوفاج سواء كانت بمفردها أو مع حبوب الكلوميد.
علاج تكيس المبايض بالجراحة
هناك 3 أنواع من العلاج الجراحي لتكيس المبايض وهي:
أولاً : عملية استئصال جزء من المبيضين كل على حده بما يعادل ثلث المبيض، وتساعد هذه العملية على استعادة التبويض مرة أخرى، ولكن من الآثار السلبية لها أنها من الممكن أن تسبب التصاقات في قنوات فالوب مما يمنع حدوث الحمل.
ثانيًا: كي المبايض باستخدام المنظار الجراحي.
ثالثًا: عمليات أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي والحقن المجهري وهي تتم في حالة فشل الحالات السابقة عليها، أو في حالة وجود ضعف وقلة في الحيونات المنوية، أو ارتفاع نسب الحيوانات المنوية المشوهة.