سرطان القولون من أكثر أنواع السرطانات انتشارا وخطورة، حيث أن اعراض سرطان القولون قد تتشابه مع بعض الأمراض الأخرى مما يأخر اكتشاف المريض لإصابته به، يُعرف القولون أو كما يطلق عليه المعيّ الغليظ بأنه الجزء الأخير من الأمعاء حيث يشكل العديد من الأقسام والتي تسمى تبعا لمكان وجودها في البطن، فيوجد منها ما يمتد في الجهة اليمنى للبطن وترتبط به الذائدة الدودية وهو الأعور، كما يرتفع بعد ذلك صاعدا لأعلى الجهة اليمنى ويطلق عليه القولون الصاعد، ويكمل مسيرته متجها للجهة اليسرى ويسمى حينها بالقولون المستعرض، ثم يوجد القولون الهابط والذي يهبط من الجزء الأعلى لأسفل الجهة اليسرى للبطن، وبعدها يلتف القولون مكونا القولون السيني ومنه إلى المستقيم ثم فتحة الشرج.
يحتوي القولون على البكتريا النافعة في الجسم والتي تعمل على امتصاص الفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة، كما يعمل القولون على تحويل الغذاء والسائل الزائد عن حاجة الجسم مكونا البراز ليتم التخلص منه عبر فتحة الشرج خلال عملية الإخراج.
سرطان القولون
تتكون في القولون أو المستقيم العديد من الزيادات اللحمية أو الجلد الزائد بأحجام صغيرة مكونة سلائل ورمية غدية، غالبا ما تكون زوائد ورم حميد، وفي بعض الحالات تتحول تلك الزيادات اللحمية إلى ورم خبيث.
يمكن تجاوز هذه الأورام الخبيثة إذا تم اكتشافها في وقت مبكر من الإصابة إلا أنها غالبا ما تصبح سرطانات مميتة عن التأخر في تشخيصها وعلاجها، يعتبر سرطان القولون من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا حيث يقع في المرتبة الثانية لأنواع السرطانات التي تصيب النساء، وتمثل نسبة اصابتهن به 9.2% بالمقارنة بباقي الأنواع الأخرى للسرطان، ويعد من ثالث أكثر الأنواع انتشارا بين الرجال بنسبة 10% من أنواع السرطانات.
ولأن سرطان القولون ما هو إلا تطور لتلك الزيادات اللحمية الحميدة أو النمو الغريب للخلايا الموجودة بجدار القولون؛ ينصح الأطباء دوما بتوقيع الكشف الدوري لاكتشاف أي وجود لتلك الخلايا اللعينة والتي يمكنها أن تتحول لسرطان خبيث إذا لم يتم اكتشافها وتشخيصها مبكرا.
يشعر المريض بالعديد من اعراض سرطان القولون إثر الإصابة به ومنها آلام شديدة في البطن يصاحبها وجود غازات كثيرة وتشنجات بالأمعاء مع اختلاط البراز بنزيف دموي أو مخاطي.
أسباب حدوث سرطان القولون
تزداد فرص الإصابة بمرض سرطان القولون نتيجة لوجود أحد هذه الأسباب الآتية:
- التاريخ الطبي للمرض: تزداد فرص الإصابة بمرض سرطان القولون إذا سبق وأصيب الشخص بسرطان غدي حميد أو بسرطان خبيث بالقولون.
- العامل الوراثي: 5% من حالات الإصابة بالقولون ترجع لأسباب وعوامل وراثية نتيجة وجود حالة من السلائل الورمية الغدية بالعائلة، مما يجعل الكثير من الزيادات اللحمية تتكون حول المستقيم والأمعاء.
- عامل السن: معظم المصابين بسرطان القولون هم من يتعدى عمرهم الخمسين عام، إلا أن الشباب أيضا يمكن أن يصابوا بهذا المرض ولكن بنسبة أقل.
- الإفراط في تناول الكحول سبب لا يمكننا أن نغفله حيث يزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون.
- بعض أمراض الأمعاء قد تكون هي السبب في تكون تلك الزوائد اللحمية وتطورها لتصبح سرطانا خبيثا في القولون مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
- حدوث خلل في نسبة هرمون النمو قد يسبب العديد من المشكلات في نمو الأعضاء بطريقة سليمة، كما يعتبر سبب من أسباب الإصابة بسرطان القولون.
- يحدث سرطان القولون أحيانا نتيجة اتباع أنظمة غذائية غير صحية معتمدة على تناول عدد كبير من السعرات الحرارية وكميات ليست بقليلة من الدهون بالإضافة إلى خلو تلك الأطعمة من الألياف اللازم تناولها والتي من شأنها تحسين أداء الجهاز الهضمي.
- عدم ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية بوجه عام بشكل منتظم يؤدي للعديد من المشكلات الخاصة بأداء المفاصل والعضلات بالإضافة لأمراض القولون والتي تؤدي السمنة لتفاقمها.
- التدخين من أكثر الأسباب المسببة لمرض سرطان القولون شيوعا حيث يتحول النيكوتين على المدى البعيد لسرطان، لذا يعد الحد من التدخين من أهم وسائل الوقاية من السرطان بوجه عام ومن سرطان القولون بوجه خاص.
- مرض السكري أحد أسباب زيادة فرص الإصابة بمرض سرطان القولون.
اعراض سرطان القولون
في بادئ الأمر قد لا يشعر المريض بوجود اعراض سرطان القولون لصغر حجمه، ومع نمو تلك الخلايا يشعر المصاب بالعديد من الأعراض منها:
- شعور المريض بآلام شديدة في منطقة البطن.
- نزيف دموي: يختلط البراز ببعض قطرات الدم وأحيانا ما تأخذ شكل مخاطي.
- تغير لون البراز: غالبا ما يتحول لونه للون البني القاتم أو الأسود.
- فقر الدم: يعتبر فقر الدم نتيجة بديهية للنزف الدموي المتكرر أثناء عملية الإخراج.
- خلل حركة الأمعاء: أحيانا يصاب بنزلات من الإسهال المتكرر ويليها إمساك شديد دون وجود مبرر لذلك.
- عدم القدرة على تفريغ الأمعاء: وهو أحد اعراض سرطان القولون المنتشرة والتي تجعل المريض يشعر بانتفاخ في منطقة البطن وعدم القدرة على تفريغ الأمعاء تماما.
تزداد حدة اعراض سرطان القولون بعد ذلك نتيجة لكبر حجمه وتشعب خلاياه حول الأمعاء والمستقيم، مما قد يسبب انغلاق في القولون بشكل كامل مما يؤدي إلى الشعور بانتفاخ شديد وامتلاء بالمعدة وعودة الفضلات للمعدة مما يسبب الكثير من القيئ ونقص الوزن والإرهاق والألم الغير محتمل، وفي أحيان أخرى يتسبب سلرطان القولون في حدوث ثقب في جدار الأمعاء مما يجعل البراز يتسرب لمنطقة البطن، كل ما سبق يجعل التدخل الجراحي هو الحل الأمثل للتخلص من الألم.
علاج سرطان القولون
يتم علاج سرطان القولون باتباع ثلاث طرق وهي:
- العلاج الجراحي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الكيميائي.
العلاج الجراحي: يختلف أسلوب العلاج الجراحي تبعا لدرجة الإصابة بالمرض، حيث يقوم الجراح باستئصال بعض الغدد الليمفاوية لتحليلها وفحصها للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية بها.
في بعض الحالات التي تعاني من وجود عامل وراثي للإصابة بسرطان القولون أو يتم إجراء جراحة وقائية لاستئصال القولون لمنع ظهورها وتشعبها فيما بعد على المدى الطويل.
في حالات أخرى من الإصابة بسرطان القولون والتي تسيطر فيها الخلايا السرطانية على سلائل الزوائد اللحمية يتم إزالة الورم كاملا وذلك بفحص تنظير القولون، أو باستئصال كامل القولون إذا وجد الطبيب أن الورم لا يوجد داخل السلائل اللحمية المتكونة في جدار القولون.
في حالة تطور حالة المريض وسوء وضعه قد يضطر الطبيب الجراح لإجراء جراحة دقيقة لفتح الانسداد بالقولون مما يساهم في تقليل الشعور بالألم.
ولهذا فإن اكتشاف المرض وتشخيصه في بادئ الأمر وبعد ملاحظة وجود أي عرض من اعراض سرطان القولون قد يساهم في علاجه دون اللجوء لتلك الإجراءات الجراحية السابقة.
طرق الوقاية من مرض سرطان القولون
من أكثر مسببات المرض اتباع عادات حياتية وغذائية خاطئة تزيد من فرص الإصابة بمرض سرطان ولهذا يجب اتباع تلك الخطوات التالية للوقاية من المرض:
- ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية يقلل من فرص الإصابة حيث يعمل على تقليل الوزن والوقاية من السمنة التي ترتبط ارتباطا شديدا بوجود ذلك المرض.
- الإقلاع عن التدخين حيث أنه سبب رئيسي للإصابة بالمرض.
- اتباع نظام غذائي صحي يسمح بتناول العديد من أنواع الخضروات والفاكهة الغنية بالألياف والتي تزيد من كفاءة وأداء الجهاز الهضمي.
- عدم تناول الكحول والاقلاع التام عنه.
- التخلص من الوزن الزائد وتناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية والتي تفتقر لوجود الدهون.
للمزيد من المقالات التي تساعدك على الوقاية من السرطان.