تُعرف البواسير على أنها تورمات وانتفاخات تحدث عند تمدد الأوردة الموجودة حول فتحة الشرج مما يُفقِد المصابين بها شعورهم بالراحة، لذا يسعى الجميع لمعرفة علاج البواسير الداخلية ، وتحدث غالبًا نتيجة ارتفاع ضغط الدم في تلك الأوردة والناتج عن زيادة الإجهاد بمنطقة الشرج والمستقيم، إما بعد إصابة الشخص بنوبات متكررة من الإمساك الشديد أو الإسهال الحاد، أو اضطرابات القولون والأمعاء.
أنواع البواسير
يوجد نوعان للبواسير أحدهما بواسير خارجية وهي تصيب الجزء الخارجي من فتحة الشرج ويمكن تشخيصها بسهولة بعد زيارة الطبيب المختص، والأخرى بواسير داخلية تصيب الجزء السفلي من المستقيم وغالبًا ما يصعب تشخيصها حيث تتشابه أعراضها مع أعراض أمراض أخرى مثل سرطان المستقيم، وفيما يلي سيتم سرد علاج البواسير الداخلية بالتفصيل.
أعراض البواسير الداخلية
من أشهر أعراض البواسير الداخلية والتي تعتبر نقطة فصل في التشخيص بينها وبين البواسير الخارجية وسرطان المستقيم، هو أنها تُحدث نزيف دموي على شكل قطرات من الدم الأحمر الذي يلاحظه المصاب أثناء عملية الإخراج، بشرط أن يكون نزيف بدون ألم، فالبواسير الخارجية يصاحبها شعور بالألم الشديد الذي لن يحدث عند الإصابة بالبواسير الداخلية، والشرخ الشرجي أيضًا يتشابه في أعراضه مع البواسير الداخلية من حيث وجود نزيف دموي وجلطات دموية إلا أنه يسبب ألم بالغ الصعوبة يجعل الطبيب يجزم حينها أنها حالة شرخ شرجي وليس بواسير داخلية.
في أغلب الأحيان يكتشف المريض أنه مصاب بالبواسير الداخلية بعد مرور وقت طويل من الإصابة، ويحدث هذا إما بسبب وجود تلك التكتلات والانتفاخات بالداخل بعيدة نسبيًا عن فتحة الشرج، أو عدم ملاحظة المصاب لحدوث نزيف دموي أثناء التبرز نظرًا لانعدام وجود ألم مصاحب لذلك في حالة البواسير الداخلية.
علاج البواسير الداخلية
يتم علاج البواسير الداخلية بطريقتين: التدخل الجراحي أو العلاج الطبيعي منزليًا.
في أغلب الأحيان: يضطر الطبيب والمريض لإجراء عملية جراحية لاستئصال البواسير الداخلية حيث أن اكتشافها غالبًا يحدث في مرحلة متأخرة بعد تطور حالة المريض وذلك بسبب ما ذكرناه سلفًا بخصوص عدم الشعور بألم وعدم ملاحظة وجود نزيف، بعد إجراء العملية يستطيع المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي وبدون الشعور بالألم المزعج، إلا أن ذلك يتطلب اتباع المريض لنظام غذائي صحي ومتوازن حيث أن أغلب حالات البواسير ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض السمنة، ولذلك ينصح الطبيب المريض بعد العملية بالإلتزام بالعادات الغذائية الصحية والتي تشمل تناول الخضروات والفاكهة الغنية بالألياف الطبيعية وشرب كمية وفيرة من الماء مما يُجنب المريض الإصابة بالإمساك الذي بدوره يسبب البواسير الداخلية والخارجية.
وفي حالات أخرى: يستطيع المصابين اكتشاف البواسير الداخلية منذ بداية حدوثها فيتم علاجها طبيعياً دون اللجوء للتدخل الجراحي مما يوفر الكثير من الجهد والمال والألم، ويتم ذلك إذا اتجه المريض للفحص الطبي فور اكتشافه لوجود نزيف دموي أثناء التبرز، يتم العلاج في تلك الحالة باستخدام بعض الكريمات أو التحاميل الموضعية التي من شأنها قبض الأوردة الدموية المتورمة، أو استخدام بعض الأعشاب الطبيعية والزيوت المعروفة بتأثيرها الإيجابي على البواسير الداخلية مثل زيت الزيتون والثوم ومكعبات الثلج مع الالتزام بالجلوس يوميًا في حمام ماء دافئ مما يساعد على التئام الأنسجة.
يمكنك قراءة مقال علاج البواسير طبيعيا لمزيد من المعلومات حول هدا الشان.
طرق الوقاية من الإصابة بالبواسير الداخلية
تُعَد البواسير الداخلية من أكثر الأمراض ألمًا والتي تصيب الرجال والنساء على حد سواء، لذلك نسعى دائمًا لمعرفة طرق الوقاية من الإصابة بالبواسير الداخلية لتجنب التدخلات الجراحية والآلام المستعصية التي تصاحب علاج البواسير الداخلية، لذا يجب الالتزام بالتالي:
- ممارسة الرياضة دائما لتنشيط الدورة الدموية وللحد من الضغط الدموي على الأوردة المحيطة بمنطقة المستقيم.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والسوائل حتى نتجنب حدوث إمساك شديد متكرر، ونقلل من فرص الإصابة بالسمنة التي ترتبط دائما بوجود البواسير الداخلية.
- عدم حمل الأشياء الثقيلة والتي تسبب أحيانا هبوط الناسور، مما يستدعي غالبًا التدخل الجراحي.
- يجب الذهاب فور وجود قطرات من الدم في البراز للطبيب المختص حيث يعتبر الفحص في تلك المرحلة من أهم أسباب سرعة وسهولة علاج البواسير الداخلية، وذلك لأن الطبيب وحده هو من يستطيع تحديد نوع النزيف إما بسبب البواسير أو الشرخ الشرجي أو سرطان المستقيم –عافاكم الله-، يتم التشخيص حسب حالة الشخص ودرجة شعوره بالألم.
- النظافة المستمرة لتلك المناطق من أهم أسباب الوقاية من الأمراض.
- الحد من استخدام المنكهات والبهارات القوية والأطعمة الحارة.