في العادة يحب كل شخص منا أن يستشر من حوله في الأمور التي تتطلب منه الاختيار بين شيئين على اعتبار أن غيره قد يكون أكثر خبرة منه في بعض الأمور، ولكن ماذا لو كانت حيرتك في أمر ما أكبر من أن تناقش فيها أحد، أو تكون أنت من النوع الانطوائي الذي يرفض التحدث مع الناس بكثرة والشكوى لهم، وهنا يكون الحل الأمثل هو اللجوء إلى خالق الكون سبحانه وتعالى، لأنه هو مدبر الأمور ومغير الأحوال ومجيب الدعاء، فالله عز وجل هو الوحيد القادر على إزالة الحيرة من نفسك وتقويتك وإعطاءك الصبر على البلاء والحكمة في الاختيار.
ومن أجل ذلك كان لابد من أن يلجأ المؤمن إلى الله حينما يقابل في حياته أمور محيرة تستدعي اختيار الأصلح من بينها حتى يرشده الله تعالى إلى فعل الأنسب له ويقويه على القيام به، لذلك اخترنا أن نقدم لكم اليوم دعاء الاستخارة للوصول إلى الخيار الصحيح في أي أمر محير.
دعاء الاستخارة
(اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَ أَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية (ثمَّ ارَضِّنِي بِهِ).
كيف تتم صلاة الاستخارة؟
هناك بعض الخطوات التي ينبغي أن يقوم بها المسلم لإتمام صلاة الاستخارة بشكل سليم وهذه الخطوات تكون كما يلي:
الوضوء أولاً وذلك لأنه شرط من شروط الصلاة ولا تصح أي صلاة بدون وضوء أيًا كان نوعها سواء كانت صلاة سنة أو فرض أو استخارة.
صلاة ركعتين سنة أولاً غير الفريضة ثم قراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة الإخلاص، ومن سنن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هي قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة التي تليها.
القيام بالتسليم في نهاية صلاة الاستخارة كما نقوم بذلك في أي صلاة أخرى.
بعدها يتم رفع اليدين والبدء في الدعاء باستخدام دعاء الاستخارة المذكور وطلب المساعدة من الله تعالى لاختيار الأمر الأصلح وإبعاد كل ما هو فيه شر لنا.
اخيرًا لابد أن يكون المؤمن واثق من قدرة الله تعالى العظيمة وحكمته التي لا مثيل لها في حل مختلف الأمور والتغلب على الصعاب وتحقيق الأمنيات التي يعتقد الفرد منا في لحظات اليأس أنها مستحيلة.
ما هو حكم صلاة الاستخارة؟
تم التأكيد من قبل العلماء والفقهاء على أن صلاة الاستخارة هي سنة مؤكدة كان يقوم بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لاستخارة الله تعالى في مختلف الأمور المحيرة التي تهم الإسلام والمسلمين، وقد تم الاستناد في ذلك على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حينما قال عن سعد بن أبي وقاص وجابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سعادة ابن آدم استخارةُ الله، ومن سعادة بني آدم رضاهُ بما قضى الله، ومن شقوةِ ابن آدم تركُه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطُه بما قضى الله).
ما هو الدليل على استجابة دعاء الاستخارة؟
يتساءل الكثيرون عن الدليل الذي يدل على استجابة دعاء الاستخارة ويعتقدون أن الدليل على ذلك هو الرؤيا في المنام التي تنبئنا بالاستجابة، ولكن الفقهاء وعلماء الدين لم يوضحوا هذا الأمر من قبل، ومن المتعارف عليه أن استجابة دعاء الاستخارة تكمن في الشعور بالراحة النفسية عند الإقبال على القيام بأمر ما بعد أن كان هناك تردد في القيام به، حيث تعطيك الاستخارة القدرة على الاختيار والانجذاب القلبي والعقلي تجاه شيء ما دون قلق أو خوف أو تردد.
حيث أنك سوف تجد نفسك تقبل على القيام بشيء ما بشكل تلقائي وبإرادة كاملة ورغبة حقيقية لأن ذلك هو الأصلح والأنسب لك بإذن الله.
أشياء يجب عليك مراعاتها عند القيام بصلاة الاستخارة
عود نفسك دائمًا على استخارة الله تعالى في مختلف الأمور مهما كانت هذه الأمور بسيطة ولا تستحق الاستخارة من وجهة نظرك، ومع مرور الوقت سوف تجد أن الاستخارة قد أصبحت عادة من العادات الأساسية التي تيسر عليك أمورك وتمنحك الخير الوفير، بالإضافة إلى أن الله تعالى سوف يجازيك خيرًا على ذلك وأن هذه الصلاة سوف تجعل علاقتك بالله تعالى أقوى وأفضل من ذي قبل.
لابد من الحرص على صلاة ركعتين قبل دعاء الاستخارة ولا يجوز القيام بالدعاء دون صلاة.
لا تجوز صلاة الاستخارة للمرأة الحائض أو في فترة النفاس لذلك لابد من الانتظار إلى أن تنتهي هذه الفترات تمامًا، وإذا كان الأمر ضروريًا للغاية ولا يمكن الانتظار يتم الاكتفاء بقول دعاء الاستخارة دون صلاة.
إذا كنت لا تحفظ دعاء الاستخارة كاملاً لا مانع من كتابته في ورقة وقراءته منها، ولكن من المستحب أن تقوم بحفظ الدعاء.
من الأمور الغير جائزة هي أن يقوم أحد الاشخاص بصلاة الاستخارة بالنيابة عن شخص آخر، فلابد أن يقوم كل شخص بأموره بنفسه طالما أنه قادر على ذلك، ولكن يجوز أن يطلب شخص من شخص آخر الدعاء بالخير له مثل دعاء الوالدين لأبنائهم.
ومن الممكن أن يقوم المؤمن بتكرار صلاة الاستخارة مرة أخرى إذا لم يتمكن من اختيار الأصلح له، فقد أشاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك ولم يمانع فيه.
لا تجوز الاستخارة في أي أمر من الأمور المحرمة والمكروهة.
يُنصح بالجمع بين الاستخارة والاستشارة عن طريق استشارة أصحاب الخبرة والعلم في الأمور المحيرة ولا حرج في ذلك من أجل الوصول إلى الاختيار الصحيح والمناسب.
من الضروري ألا تقوم بإضافة أي كلمات على دعاء الاستخارة أو حذف أي كلمات منه لضمان أن يكون صحيحًا.
بعد صلاة الاستخارة قم بالإقدام على الأمر الذي تجده مناسب من وجهة نظرك مع الاستمرار في ذلك الأمر.
تدبر معنى الدعاء الرائع وافهم كل كلمة فيه واشعر بها بقلبك وعقلك وكن على يقن أن الله تعالى لن يخذلك.
اقرا ايضا:
- دعاء السفر كامل
- اذكار الصباح والمساء مكتوبة
- دعاء ختم القران الكريم
- دعاء للميت مكتوب
- الرقية الشرعية مكتوبة
- دعاء للمريض كامل