يتمتع الكثير من الأطفال بمستوى عال من التفهم والطباع الجيدة حيث لا يحبذون مجالسة الكبار ولا يسردون للضيوف ما يدور بمنزلهم من أحداث في حين تعاني الكثير من الأسر من طباع أطفالها السيئة فالطفل العفوي أو الفضولي يميل كثيرا إلى مجالسة الضيوف و إفشاء الأسرار الأسرية ما يضع الأبوين في موقف محرج كما تعاني أغلبية الأسر من مشكل مقاطعة الطفل للحديث وهذا سواء أمام الضيوف أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
بالنسبة لمجالسة الضيوف و إفشاء الأسرار إليك طريقة التعامل مع هذه الطباع وكيفية امتصاصها والتخلص منها لكن قبل ذلك ما يجب تأكيده أن فهم السبب أو الأسباب التي تدفع بالطفل إلى ممارسة هذه السلوكيات هي نصف الحل فهي المرشد إلى الطريقة التي يجب أن نعتمدها كحل :
بعض الأطفال يمارسون سلوك إفشاء الأسرار و مجالسة الضيوف لفرض أنفسهم و إبراز ذاتهم والسبب عادة ما يكون قلة الاهتمام بهذا الطفل داخل الأسرة أو قلة الحديث معه و مجالسته أو بحثا منه عن حنان ورعاية يفتقدها داخل عائلته أو طلبا للعب و الترفيه عن نفسه بإضافة إلى أهم سبب وهو عدم تنبيه هذا الطفل أن هناك أمور خاصة بالعائلة لا تحكى.
بناءا على فهم السبب أي دوافع هذا السلوك و انطلاقا من الأسباب السالفة الذكر إليك الحلول :
– خلق الجو للطفل داخل الأسرة ليفرض نفسه ويبرز ذاته من خلال استشارته وان لم يأخذ برأيه و كذلك ترك فضاء من الحرية أمامه ليقول مايريد ويفعل ما يريد ثم يوّجه و أيضا إشراكه في اتخاذ القرارات العائلية ؛
– جالسي طفلك يوميا استمعي إليه و تخللي حديثه لتدسي إليه بعض الأفكار والتنبيهات و تشرحي له أن هناك أمور خاصة بالعائلة لا تحكى للضيوف ؛
– لفت انتباه الطفل إلى أن الضيف لا يخبره بأسرار أسرته ؛
– توفير الرعاية و الحنان و الاهتمام و تخفيف القسوة كما ينبغي أو بالقدر الذي يحتاجه هذا الطفل حتى لا نترك له مجالا للاحتكاك بالضيوف بحثا عنها ؛
– لا تتحدث أمام طفلك عن أمور تخص الأقارب أو الأصدقاء ؛
– لاعب طفلك أيها الأب و لاعبي طفلك أيتها الأم ؛
– أثناء تواجد الضيوف بالمنزل حاولي إشغاله بشيء يحب ممارسته ولا يمله ؛
– استغلي حكاية النوم لبعث رسائل لطفلك حول هذه المسألة و حول أسرار و خصوصيات العائلة ؛
– يمكن أن تلجأ إلى العقاب إن لم يستجيب طفلك إلى بعض الأساليب السابقة لكن عقوبات خفيفة و متنوعة في كل مرة لتحقق فاعليتها .
بالنسبة لمقاطعة الحديث فهذه العادة السيئة التي يمارسها الطفل سواء بين أفراد أسرته أو حتى مع الضيوف يكون دافعها غالبا هو جلب الانتباه أو حب المنافسة في قول ما يعرفه و يتحدث به كالكبار و للتغلب عليها اتبعي ما يلي :
– في كل مرة يتم فيها الحديث دون مقاطعة من هذا الطفل الذي اعتاد القيام بهذا السلوك خاطبيه بالشكر والثناء و أبدي له فرحا بذلك ؛
– الوصية بشكل مستمر مهمة جدا في حل هذه المشكلة أخبر طفلك أن لن تلبي طلبه و لن تستمع إليه ما دام يمارس هذه العادة السيئة و انك ستهتم به لو قاطعك فقط مستأذنا بكلمة واحدة هي “أمي؟” أو “أبي؟” أو ” عفوا” …..
– أهم شيء في هذه المسألة هو عدم ممارسة هذه العادة السيئة من طرف الكبار ولا يجب أن يلاحظ الطفل ذلك فأنتم قدوته.